المياه البيضاء (cataract):
الكتاراكت
أو الماء الابيض أو الساد عبارة عن إعتام يصيب عدسة العين التي في الاحوال
الطبيعية تكون شفافة . وتبدو العدسة في هذه الحالة مثل لوح من الزجاج متسخ
بالغبار . وعادة مايستغرق الأمر سنوات حتى يبلغ الاعتام حداً يمنع الضوء
من الوصول إلى الشبكية أو تفريق أشعة الضوء ، وفي الحالتين يحدث فقدان
البصر.
وسميت بالماء البيضاء لأنها تظهر بيضاء للناظر من خلال بؤبؤ
العين. وتتكون الماء البيضاء نتيجة خلل في اتزان العناصر الكيميائية
الضرورية والمهمة لنمو وصفاء العدسة.
وعلى عكس ما يعتقده كثيرون ،
لا تحدث المياه البيضاء بسبب سرطان، والغلالة التي تغطي العين ليس لها
علاقة بإجهاد العينين ، وهي لا تمتد من إحدى العينين إلى الأخرى ( رغم أن
في بعض الحالات قد تصاب العينين).
ومع الشيخوخة ،
تصبح العدسة أقل مرونة ، وأكثر سمكاً ، وتصبح الألياف المكونة للعدسة أكثر
إنضغاطاً وتصبح العدسة أكثر صلابة ، وعلاوة على ذلك تبدأ جزيئات البروتين
بداخل العدسة في الإلتصاق معاً . وهذا التغير الذي يطرأ على العدسة مشابه
لما يحدث عندما نغلي بياض البيض فيتحول من اللون الشفاف إلى المعتم .
الاسباب :
اسباب المياه البيضاء تشمل :
-
التغيرات المرتبطة بالسن - العامل الوراثي - اصابات العين - التلوث النووي
- بعض العقاقير ( وبخاصة الكورتيزون ) - المشاكل الصحية مثل البول السكري -
احتساء المشروبات الكحولية والتدخين - التعرض للشمس لمدة طويلة قد يسهم
كذلك في أن يتعرض المرء لخطر أكبر - في حالات نادرة ، في الصغار عند
الولادة (خلقي) في عين واحدة أو في الإثنتين معا كما هو الحال عند أصابة
الأم بالحصبة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وكذلك يمكن أن تكون
الماء البيضاء عند تعاطي الأم بعض الحبوب والأدوية في الأسابيع الأولى من
الحمل ويمكن أن تتكون الماء البيضاء كجزء من تغيرات أخرى في الجسم مثل مثل
مرض مارخان أو السكري، وليس شرطا أن تتأثر العين الأخرى من وجود ماء بيضاء
في العين الأولى
خطر الإصابة بالكتاراكت :
خطر تعرضك للإصابة بالساد الذي يؤثر على إبصارك خلال سنين حياتك يتزايد إذا كنت ضمن واحدة من تلك الفئات الأعلى خطراً :
-
مرة ونصف : إذا كنت أنثى - مرتان : فرط في احتساء الكحوليات - مرتان :
تدخن السجائر حالياً - ثلاث مرات : تعرضت لمستويات عالية من الأشعة فوق
البنفسجية - ثلاث مرات : لديك أخ أو أخت مصاب بالكتاراكت - ثلاث مرات :
أصبت بالسكر في سن صغيرة - خمس مرات : تناولت عقاقير الكورتيزون لمدة طويلة
الاعراض :
عندما تتكون الكتاراكت تصبح عدسة العين سميكة ومعتمة فلا تستطيع أشعة الضوء النفاذ منها بسهولة فتصبح الصورة مشوشة
1- الكتاراكت مرض لا يسبب الألم ويتفاقم ببطء ، وعادة ما يصيب الابصار بتشوشأو اعتام
2- ويسبب وهج الاضواء والشمس الضيق للمصاب
3-
وقد يعاني كذلك من تشوه الصور التي يراها وفي المراحل المبكرة قد يصاب
المرء بالمزيد من قصر النظر ، لأن العدسة التي صارت أكثر كثافة تصبح ذات
قوة مشتتة للضوء أكبر ، مما يجعل بؤرة تجمع الضوء تصبح أمام الشبكية .
وتسوء حالة الرؤية الليلية ، وتصبح الالوان أقل حيوية .
ملاحظه:
ونظراً
لأن أغلب حالات الكتاراكت تظهر ببطء شديد ، فإن كثير من الناس لا يشعرون
بأن ثمة خطأ ما إلا بعد أن ترغمهم حالة التدهور التي تصيب حدة إبصارهم على
إجراء تغييرات على كشوف نظاراتهم أو عدساتهم اللاصقة .
هل يمكن تفادي الماء البيضاء..؟
لا
يمكن تفادي الماء البيضاء عند حدوثها لأنها عبارة عن هرم يصيب العدسة كما
يصيب الجسم كله، ولكن يمكن تفادي وقوع الماء البيضاء الخلقية بالوقاية
الصحية أبان الحمل، وبتجنب تعاطي الحبوب والأدوية الضارة للجنين وكذلك
بتجنب اجهاد الجسم بالعمل الشاق، أيضا بعدم الزواج من أفراد مصابين بأمراض
في عيونهم يمكن أن يتوارثها الأطفال. أما مرضى السكري فعليهم المحافظة
على بقاء نسبة السكر في الدم طبيعية، بقدر الامكان وعلى المرضى عدم استعمال
نظارات الكورتزون بدون استشارة طبيب مختص وعلى عمال الأفران أن يستعملوا
نظارات خاصة لوقاية عيونهم.
خيارات العلاج:
لا يوجد علاج طبي يزيل الماء البيضاء أو يوقف تزايدها، ولكن يمكن ازالتها بأجراء عملية جراحية..؟ متى تجرى العملية الجراحية..؟ من الأفضل اجراء العملية الجراحية في أسرع وقت ممكن عند الصغار، تجنبا لحدوث كسل أو حول في العين المصابة. حتى ولو في الشهر الأول.
غير أن تشخيص الحالة على أنها مياه بيضاء لا يعني بالضرورة أنك في حاجة لجراحة فورية .
إذا
لم يكن الإبصار قد حدث له سوى تشويش طفيف ، يمكن ضبط وتصحيح درجة الإبصار
بتصحيح كشف النظر وتقوية الإضاءة . وقد يكون من المفيد ايضاً لدى البعض
تناول العقاقير الموسعة للحدقة .
كثيرون يؤجلون بنجاح جراحة المياه البيضاء لسنوات ، وهناك آخرون لا يحتاجون إليها مطلقاً .
ومع
إتباع الأساليب الأحدث في الجراحة ، لم يعد من الضروري الإنتظار على
المياه البيضاء حتى تنضج ( أي تصبح العدسة معتمة تماماً ) كي تستأصل .
- إرشادات:
- يجب على كل فرد تعدى عمره الأربعين أن يفحص عينيه سنويا. - لدى ظهور الماء البيضاء في عين المريض عليه مراجعة الطبيب كل ستة أشهر، أو كلما طلب منه ذلك. -
يمكن إجراء العملية الجراحية في وقت مبكر بالنسبة لاصحاب الاعمال، وخصوصا
إذا كانت الماء البيضاء موجودة في العينين وتؤثر على مجرى نشاطهم اليومي. -
بعد ازالة عدسة العين المعتمة التي هي نفسها الماء البيضاء فانه يجب
استعمال نظارة طبية قوية التحدب، أو عدسة لاصقة.... تقوم مقام العدسة
وظيفتها في ايضاح الرؤيا. - يتحسن النظر بشكل ملحوظ بعد ازالة الماء
البيضاء وخصوصا أذا خلت العين من أمراض سابقة كالماء السوداء أو السكري أو
تلف في الشبكية، أو غباشات في القرنية. - يصعب على المريض احيانا أن
يعتاد على النظر الجديد بعد ازالة الماء البيضاء . فتبدو له الأشياء مكبرة
وباهرة الألوان. كما تبدو الخطوط مموجة ومقوسة، ويصعب ايضا تقديره بعد
الأشياء عنه لاول وهلة، ولكن سرعان ما يتعود عليه
ملاحظة:
جراحة
المياه البيضاء تعد واحدة من أكثر الجراحات أماناً . 98% تتم بنجاح حيث
يستعيد المرضى درجة جيدة من الابصار ، مع إفتراض أنه لا توجد لديهم مشكلات
أخرى بالعين . وتجرى العملية عادة بإستعمال مخدر موضعي دون الحاجة للمبيت
بالمستشفى . أكثر من 98% ممن يجرون جراحة الكتاراكت أو المياه البيضاء تجرى
لهم أيضاً زراعة عدسة بلاستيكية داخل العين بدلاً من العدسة الطبيعية
للعين . وقبل الجراحة ، يقيس طبيب العيون استدارة القرنية وطول العين لدى
المريض ليحسب قوة العدسة المطلوب زرعها . تستغرق الجراحة في العادة أقل من
ساعة ، وعلى الرغم من أن المريض يكون مدركاً لوجود الفريق الجراحي ، فإن لا
يشعر بأي ألم بل وقد يدرك ما إذا كانت عيونه مفتوحة أم مغلقة .
ازالة الكتاراكت :
يصنع
الجراح فتحة بالعين بمساعدة ميكروسكوب مكبر . ويتبع في هذه الجراحة عدة
أساليب مختلفة . في جراحة الكتاراكت من خارج الكبسول Extracapsular يصنع شق
جراحي على شكل نصف دائرة ( طوله يتراوح بين 1/3 إلى 1/2 بوصة ) حول حافة
القرنية في بياض العين ، أسفل الجفن العلوي . وتزال العدسة المعتمة ، تاركة
الكبسول ( الحافظة ) الخلفي للعدسة سليماً ، وهذا يوفر دعماً للعدسة التي
ستزرع ويقلل من خطر حدوث مضاعفات للشبكية . ويغلق الجرح بعدة غرز دقيقة
الحجم تذوب من تلقاء نفسها . وهذه العملية قد تتسبب في استجماتيزم بالقرنية
أو تزيد من حدته إن كان موجوداً أصلاً . وفي اسلوب أحدث يسمى الاذابة
بالموجات Phacoemulsification ، تستخدم الموجات فوق الصوتية ذات التردد
العالي في تحليل أو إذابة العدسة المعتمة بحيث يمكن شفطها بعد ذلك من خلال
انبوب على شكل ابرة رفيعة . وهذا يقلل بقدر كبير من حجم الفتحة الجراحية (
إلى 1/8 بوصة فقط ) ويصبح لا داعي هنا لعمل غرز . ويترك الجرح ليلتئم أسرع
مع قدر أقل من الاستجماتزم .
زرع العدسة :
بمجرد
استئصال العدسة ، تصبح العين مصابة بطول نظر شديد وتفقد قدرتها على تجميع
الضوء في بؤرة . ويتم زرع عدسة بلاستيكية بصورة دائمة في العين . وهي لا
تحتاج لأي عناية وعادة ما تحقق إبصاراً جيداً . وفي الغالب توضع العدسة خلف
القزحية ، وتسمى هذه عدسة الحجرة الخلفية . أما إذا زرعت أمام القزحية ،
سمّيت عدسة الحجرة الامامية ، وتقوم حلقات بلاستيكية دقيقة الحجم بتثبيت
العدسات المزروعة في موقعها .
وفي الاذابة بالموجات الصوتية ، يتم
ادخال عدسة مطوية مصنوعة من مادة السيليكون أو الإكريليك في فتحة دقيقة بعد
شفط العدسة المعتمة ، ثم تعود العدسة الجديدة لتفتح طياتها من تلقاء نفسها
داخل موقعها بالعين . أما إذا استعملت عدسة تقليدية بعد الإذابة بالموجات ،
فإن على الجرّاح في هذه الحالة أن يوسع الفتحة التي صنعها حتى يتمكن من
زرع العدسة .
بعد الجراحة :
قد
يضع الجرّاح رباطاً وغطاء فوق عينيك وسوف تستريح بعض الوقت قبل أن تعود
إلى منزلك . وبإتباع أحدث اسلوب جراحي ، وبإستعمال أضيق فتحة جراحية ممكنة
وعدم وجود غرز جراحية بعد العملية ، يتحسن الابصار في بضعة ايام ، أما مع
استخدام فتحات كبرى وغرز ، فإن الامر قد يستغرق بضعة اسابيع . وأغلب الناس
يمكنهم استعادة أنشطتهم الطبيعية خلال بضعة أيام ، ولكن عليك بسؤال طبيبك
عن الارشادات الواجب إتباعها .
من المهم ألا تفرك عينيك وألا تهز
رأسك . الحكة والتصاق الجفون ، وذرف الدموع بقدر بسيط والحساسية للضوء كلها
أمور طبيعية قد تستمر لبضع ساعات بعد الجراحة ، غير أن الألم الشديد
والتغير المفاجيء في درجة الإبصار ليسا كذلك . إتصل بطبيبك على الفور إذا
حدث ذلك . ويمكن تخفيف الاحساس بضيق بسيط بتناول بدائل الاسبرين ( لأن
الاسبرين قد يسبب النزيف ) كل 4 إلى 6 ساعات .
وعلى مدى بضعة اسابيع
، قد تكون بحاجة لوضع مرهم أو قطرة مضاد حيوي ومضاد للالتهاب ( لمنع حدوث
عدوى وللحد من الإلتهاب ) . نظف جفونك بماء معقم لإزالة أي افرازات قشرية ،
وتجنب ضوء الشمس ، وارتد ِ واقياً معدنياً ليلاً فوق العين التي أجريت
فيها العملية .
|